wt_fDtXOHDwq2bPONdN2n4_S_po بني يلمــــــان: قصبة بني يلمان… صرح ثقافي سياحي خارج الزمن

قصبة بني يلمان… صرح ثقافي سياحي خارج الزمن

مدينة الماء والهواء وشرفة النزهاء
جامع الجمعة والزاوية الصديقية.. هل من مغيث؟
روبورتاجحكيم حاجي 
تصويربلال شريد
تعتبر مدينة بني يلمان بولاية المسيلة من أبرز المدن العتيدة في العالم، إذ تحوي معالم أثرية جد هامة يعود تاريخ تشييدها إلى عصور ضاربة في عمق التاريخ الإنساني، الأمر الذي أكسبها قيمة عالمية معتبرة، ومن تلك المواقع القيمة “القصبة” أو” قصبة بني يلمان” التي شيدت قبل قصبة الجزائر العاصمة بأربعين سنة، لكن التهميش الممنهج الذي تم تسليطه عليها حال دون تعريفها للعالم كقطب سياحي وموقع أثار يسهم في جلب أكبر قدر من السياح، كما يعتبر وجها من أوجه الحضارة الإسلامية التي تعاقبت على المنطقة.


تقع بني يلمان في أقصى شمال ولاية المسيلة حيث تبعد عن عاصمة الولاية بـ 58 كيلومتر، يحدها من الشمال بلدية المزدور وتاقديت التابعتين لولاية البويرة ومن الشمال كذلك بلدية بن داود التابعة لولاية برج بوعريريج، ومن الناحية الشرقية بلدية أولاد جلال المعروفة بعرش ملوزة والمسماة حاليا بلدية ونوغة.
وإن كان هذا الاسم يشمل إقليما كبيرا يمتد من البيبان مرورا ببني يلمان إلى غاية شلالة العذاورة ومن الجنوب بلدية سيدي هجرس، حيث يعتبر الكثير من المواطنين أن بلدية بني يلمان هي نفسها بلدية ملوزة أو حتى ونوغة، فإن الزيارة الميدانية التي قادت طاقم جريدة “الوسط” اليومية إلى عين المكان برسم الروبورتاجات الكبرى التي تعكف على إعدادها الجريدة، كان بمثابة الفرصة لصحيح المعتقدات وإعادة التاريخ إلى سكته الحقيقية، وهذا إنما يكمن في إماطة اللثام عن الكثير من الحقائق التي تم تغييبها لعقود من الزمن سواء كان ذلك عن قصد أو من دونه.
التعتيم التاريخي طال كبرى الأسماء 
وكانت بني يلمان في الفترة التي سبقت الاستقلال عبارة عن بلدية قائمة تم تحريف اسمها ودمجه مع القرية المتاخمة لها والتي تعرف بـ “ملوزة”، وهذا عقب الأحداث الأليمة التي راح ضحيتها أزيد من 357 فردا من أبناء المنطقة. وكان السبب فيها أيادي الغدر من أبناء الحركة الذين اخترقوا صفوف جبهة التحرير الوطنية آنذاك، حيث لبسوا ثوب المقاومة بمعية المستعمر الفرنسي الذي أقدم على نهب الخيرات وقتل الأنفس دون رحمة ولا شفقة، فلم يفرقوا بين صغير ولا كبير ولا بين امرأة ولا رجل أو حتى صبيا في المهد. فعقب مجازر 28 ماي 1957 سميت البلدية بهذا الاسم لطمس ما لهذه المنطقة من عراقة وتجذر في التاريخ الإسلامي الأصيل، لكن في سنة 1984 عادت للظهور كبلدية مستقلة عن إقليم ونوغة التي اشتهرت بها أيضا.
مكان متجذر في عمق التاريخ
ربما لا يدرك الكثير من القراء الأعزاء أن مدينة بني يلمان غنية بالمعالم التاريخية والأثرية، التي تعود إلى العصور الوسطى والحقب التاريخية الغابرة، حيث تحتوي بني يلمان على الكثير من المآثر التاريخية المهملة والتي سلط عليها التهميش قصرا، رغم المساعي الحثيثة التي يبذلها أبناء المنطقة وجمعياتها المدنية الناشطة في حقل الثقافة، على غرار جمعية أحباب القصبة للثقافة والتراث التي يترأسها الأستاذ والكاتب الحاج بن تريعة، الذي كان له شأن عظيم في الدفاع المستميت على هذه المعالم الأثرية المهددة بالزوال. إذ لم تتحرك الجهات الوصية لإنقاذ ما تبقى من أطلال المدينة العريقة مدينة القصبة التاريخية التي يعود تأسيسها إلى القرن الرابع الهجري، على يد العلامة يلمان بن محمد الإدريسي الحسني الشريف، الذي قام بتشييدها قبل أزيد من أربعين سنة عن قصبة الجزائر العاصمة التي تولي لها الحكومة الجزائرية الكثير من الاهتمام، في حين تبقى أقدم قصبة في الشمال الإفريقي عرضة للاندثار.
ورافقت جمعية أحباب القصبة للثقافة والتراث طاقم جريدة “الوسط” في رحلة البحث عن الحقائق وإماطة اللثام، عن صروح كانت رائدة في كل المجالات ومواكبة لكل الأحداث التاريخية التي مرت بها المنطقة على غرار مشاركة أهلها الايجابية في ثورة الأمير عبد القادر، وكذلك ثورة المقراني إضافة إلى مشاركتها في الثورة التحريرية الكبرى حيث كانت قلعة للثوار، وحسبها أن أول معركة ضخمة في المنطقة كانت بمنطقة بوخدي ببني يلمان في 22 ماي 1956، وتكبّد فيها الاستعمار الفرنسي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، لتأتي بعد ذلك المجزرة التاريخية التي أخلطت الموازين وساهمت في الهجرة الجماعية لسكان القصبة إلى سفوح الجبال، التي أقيمت عليها المدينة التاريخية المعروفة بقصبة بني يلمان، حيث بدأت معاناة هذا الصرح العظيم مع مساعي المستدمر لطمس الهوية العربية والثقافة الإسلامية، من خلال آلة الدمار التي أتت على الأخضر واليابس في فترة الاستعمار، وهو الأمر الذي وقف عليه وفد “الوسط” في جولتها إلى المكان، سالكا بذلك الطريق المؤدي إلى مدينة القصبة القديمة، الواقعة على بعد خمسة كيلومترات من بلدية بني يلمان، إذ يوحي لك لأول وهلة بأنك بصدد التوغل في عمق تاريخ ومنطقة أخرى لا تحمل شيئا من لباس العصر، وكلما تقدمت خطوة إلى الأمام تحس بشيء في نفسك يحرّضك على المزيد من الخطوات والمزيد من الارتفاع إلى مستوى جبل خراط المتاخم للمدينة القديمة (ارتفاع 1400 متر)، والذي يمكن أن ترى من خلاله جبال جرجرة وكل ما جاورها في منظر تتعلق به العقول قبل القلوب، حيث يقف هذا الجبل شامخا وكأنه يحرس القصبة ويضم معالمها التي ظلت قائمة إلى اليوم. وعند الوصول إلى مدخل القصبة ترى الحشائش البرية وسمت الطبيعة العذراء تعانق السهل بالجبل والماء بالخضرة، والجدران الصخرية المحيطة بالمكان كأنها القلعة، اجتمعت كلها لتعطي للمكان بعضا من الهيبة والوقار.
أبواب الوقار تسافر بزوارها إلى عالم من خيال
وقبل دخولك إلى بوابة تقودك في رحلة عبر الزمن لتكتشف عادات وتقاليد، يوحى لك في بادئ الأمر أنك تعايشها وتتفاعل معها، فبمجرد ولوجك من بوابة العرائس كما يطلق عليها يتبادر إلى ذهنك مراسيم الزفاف والحفلات المقامة على شرف الأعراس، ثم تجد نفسك تطل على أبهى منظر وقعت عليه عين بشر، ألا وهو شرفات القصبة التاريخية التي تطل على كل الولايات المجاورة.
من القصور الراسخات إلى القبور الساكنات
ونظرا لإدراك العلامة الراحل والإمام الصالح يلمان بن محمد الإدريسي الحسني الشريف، لما للدين من مكانة لدى الشعوب وعمله على نشرة وتعليم بني جلدته، فقد عمد على تشييد جامع ونوغة الأعظم في قصبة المدينة من أجل تنوير العقول والقلوب ونشر الدعوة المحمدية وفق الشريعة الإسلامية، وقد سمي المسجد بالأعظم نظرا إلى اتساع مساحته وعلو جدرانه وكبر حجم أبوابه المنقوشة على الطريقة الفاسية بالمملكة المغربية، كما تم تشييد زاوية تسمى جامع الصديق أو الزاوية الصديقية نسبة إلى أبي بكر الصديق، وهي الآن مجرد أطلال تستغيث فلا تغاث، وكانت بمثابة منارة للعلم تخرّج منها العديد من العلماء الذين ملأت بهم الأقطار، لكن تعود لتتعقد الأحداث مرة أخرى مع المجزرة الرهيبة التي ارتكبها مجرمون لا دين لهم ولا ملة لتصبح هذه المعالم التاريخية بمثابة القبور الجماعية للسكان، الذين دفعوا الغالي والنفيس بسبب غطرسة بعض القادة المتهورين. ومازالت هذه المقابر تحتوي على رفات الشهداء إلى غاية اليوم دون تحرك الجهات المعنية والسلطات الولائية، من أجل انتشال رفات الشهداء وإعادة دفنهم بما يليق بما قدموه لثورة التحرير المظفرة.
رعاية العزيز القدير ترافق أيقونة الشرق
تحتوي قصبة بني يلمان على العديد من الموارد الطبيعية التي كفلت حاجيات سكان المنطقة، على غرار الملاحة المتاخمة لأسوار المدينة وهي عبارة عن نهر مالح يؤمن مادة الملح للسكان الأصليين. وبقدرة العلي القدير الذي حبا هذه المنطقة بعديد الخيرات وجزيل النعم، صاحب هذا النهر المالح منابع للماء العذب على غرار عين بكار التي تزود القصبة بالماء الصالح للشرب، لتتشكل بذلك مفارقة حيرت العلماء والباحثين.
قبور من حجر تشهد على عمق التاريخ
قلنا إنّ للقصبة بوابتين وذكرنا أن أولهما هو باب العرائس أما الباب الثاني فقد أطلق عليه باب الفرائس، وقد سمي بهذا الاسم لأن أهل المدينة كانوا يقومون بإخراج موتاهم من هذا الباب إلى المقبرة المجاورة للقصبة، التي تحولت القبور المتواجدة بها بفعل الزمن وقدرة الخالق جل وعلى إلى قبور من حجر، لتكون شاهدا لكل زائر على قدرة الرب جل شأنه، وتكون بمثابة الشاهد على عظمة سكان المنطقة.
وقد ذكر في هذا الشأن الباحث الحاج بن تريعة رئيس جمعية أحباب القصبة للثقافة والتراث، أن هناك العديد من القبور التي تعود إلى العصور الوسطى نظرا لطريقة تشييدها وهي حفر القبور بالطريقة الدائرية، مثل ما أكده له بعض الباحثين الذين اشتغلوا على تاريخ المنطقة، كما أن باقي القبور التي تحولت إلى حجارة ساهمت في المحافظة على طابعها وشكلها الإسلامي في طريقة الدفن، ومن بين هذه القبور يوجد قبر يطل على سوق “تلوقاتين” الذي أسسه يلمان بن محمد الإدريسي لتنشيط الحركة الاقتصادية للقصبة، حيث يروى أن صاحب هذا القبر هو من عبدت الله الزاهدين الذي فظل الاختلاء في ذلك المكان من أجل التفرغ للعبادة وطاعة الله والصلات، وترك وصية لمن والاه بأن يدفن في ذلك المكان الذي عكف فيه على طاعة ربه والتهجد إليه.
مدن رومانية وأخرى بربرية لحراسة المنطقة
تحيط بقصبة بني يلمان العديد من المدن التاريخية الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، على غرار المدينة الرومانية القابعة فوق قمة جبل تسمى في العرف المحلي كيفان سي موسى التي تعود إلى ما قبل الإسلام، حيث ما زالت بعض أطلالها قائمة إلى يومنا هذا، وموقعها بحاجة إلى عملية تنقيب للكشف عن تاريخها وعن الحضارات التي مرت بها، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى موسى بن عمران بن يلمان مؤسس القصبة. وتقع فوق قمة كيفان سي موسى مدينة مبنية من صخور ضخمة حولتها إلى حصن منيع، كما أن للمدينة مدخلين أحدهما من الناحية الشرقية يمر عبر محمدي الرعاش، والثاني من الناحية الشمالية عبر طريق عين الحجر، وتنقسم هذه المدينة إلى مضربين وفق رواية الاستاذ بن تريعة، مضرب محمدي الرعاش وهو خاص بأيام الهدوء والسلم، ومضرب كيفا نسي موسى الذي يرتحل إليه عند نشوب الحرب حيث مناعة المسكن وحصانته كما قلنا سابقا.
كما تحيط بالمدينة أربع مناطق سكنية وهي تاقوست وتعني باللغة العربية الحزام، والخرب الموجودة قرب واد الملاحة، الحمراء ناحية سيدي مخلوف والرفسة ناحية تحمامت، وهذه القلاع الأربعة مازالت آثارها قائمة إلى اليوم، تنتظر جهود الوزارات الوصية لتفعيلها والبحث أكثر في تاريخها العريق، وتتمثل هذه الوزارات في وزارتي الثقافة والسياحة وربما حتى وزارتي المجاهدين ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف، كل في مجال تخصصاته.
كما تحيط أيضا بهذه المدينة التاريخية أربع نقاط مراقبة واحدة بجبل خراط، ونقطة مراقبة بجبل أحمر خدة، بالإضافة إلى نقطة بجبل فران، وأخرى بجبل سيدي جاد.
أما مدينة الرفسة فهي مدينة بربرية قديمة كانت في أزمنة غابرة تابعة لمملكة كيفا نسي موسى، وبعد الفتح الإسلامي ومجيء سلمان صارت جزءا من القصبة التاريخية، كما أنها متاخمة لحدود أولاد جلال المعروفين حاليا بونوغة، ويتبعها مشتى تحمامت وهو عبارة عن منطقة فلاحية جميلة على غرار منطقة الشلالة التي توجد غرب بني يلمان.
وتحيط بالقصبة أيضا مدينة خربة سلطان، وهي مدينة تاريخية توجد ناحية عين الحجر، تم اكتشاف فيها العديد من الجرات المملوءة بالنقود الفضية والذهبية التي تعود إلى الأزمنة الغابرة. أما مدينة أم الأصنام فهي من الآثار الرومانية التي تقع بالقرب من قرية الشرشارة، بقيت منها آثار لبعض المحاجر والتيجان التي لم ينفض عنها الغبار حتى الآن.
مخطوطات تبقى من دون تثمين
هذا من الجانب الطبيعي للمنطقة التي تعد من القلائل المتواجدة على أرض الوطن، التي يعود تأسيسها لأزيد من عشرة قرون كاملة، وبالحديث عن الجانب المادي أكد علي جعجاح رئيس بلدية بني يلمان أن هناك العديد من المخطوطات التي كتبها العلامة يلمان بن محمد الإدريسي، وهي متواجدة حاليا في بيوت أحفاده وذويه، وهذا في مختلف المجالات الفكرية والعلمية وعلوم الشريعة والفقه والقضايا المتعلقة بالميراث والطلاق والأحكام العامة والمراسلات التي أجراها مع من عاصره في تلك الفترة، بالإضافة إلى بعض المستلزمات التي كانت تستعمل في تلك الفترة.
كل هذه الإمكانيات الهائلة التي تحتوي عليها قصبة بني يلمان أهلتها أن تكون قطبا سياحيا ومركزا ثقافيا، يشع بنور الثقافة الإسلامية التي حفظها أبناء المنطقة وتوارثوها جيلا بعد جيل، وهو الأمر الذي كان على الحكومة الجزائرية رفع اللثام عنه، وتثمين كل ما له علاقة بالتراث وكتابة التاريخ والمحافظة على المعالم الأثرية في المنطقة بصفة خاصة والجزائر بصفة عامة.
دعوات لاستكشاف كرم الضيافة وسحر المنطقة
دعا سكان بلدية بني يلمان وزيرة الثقافة خليدة تومي إلى إجراء معاينة ميدانية لقصبة تعتبر هي الأولى في الجزائر، حيث أنها شيدت قبل أربعين سنة من تاريخ تشييد قصبة الجزائر العاصمة، وهذا من أجل الاطلاع على حجم الدمار الذي لحق بهذا الصرح الثقافي والتاريخي الهام ومحاولة إعادة ترميمه، وإيفاد فرق البحث المتخصصة للقيام بالعديد من الحفريات بهدف استخراج ما تبقى من التحف الأثرية، التي من شأنها أن تثري المتحف الوطني وتسهم في التأريخ الصحيح للجزائر والمنطقة.
كما أعرب أعضاء المجتمع المدني في السياق ذاته، عن أملهم في قيام الوزارة الوصية بتفعيل قصبة بني يلمان من خلال جعلها قطبا ثقافيا بامتياز، وذلك عن طريق إنجاز متحف خاص بها يجمع بقايا آثارها، ويعرف كل زائر لها بماضيها وحاضرها وكذا مستقبلها.
مطالب بتصحيح تاريخي
من جهتهم، حمّل المواطنون وزارة المجاهدين مسؤولية بقاء المقابر الجماعية للذين راحوا ضحية مجزرة 28 ماي 1957 متواجدة كما هي في بهو جامع الجمعة بالقصبة والزاوية الصديقية، دون تحرك الوزارة الوصية من أجل إعادة انتشال رفاة الشهداء وإعادة دفنهم في مقابر تليق بما قدموه لله أولا وللجزائر ثانية. كما على وزارة المجاهدين حسب السكان، أن تسهم في دحر الأكاذيب وكشف الحقائق التاريخية التي مرت بها المنطقة، لإسكات الأبواق التي تخون شعبا عريقا ومثقفا مثل بني يلمان.
وزارة السياحة تنكرت لوعودها   
رغم المطالب المتكررة والمرفوعة من جمعيات المجتمع المدني إلى مديرية السياحة بولاية المسيلة، من أجل الإسراع في إعداد مخطط دائم لحمايتها من الاندثار والتساقط، نتيجة عوامل الزمن التي بدأت تفتك بالكثير من جوانبها المعمارية وتركتها أطلالا بلا روح ولا جسد يحركها ويشيلها من غيابات التهاوي والانكسار، إلا أن رد المديرية يكون دائما “نحن في الخدمة” دون أن يتم تجسيد أي شيء على أرض الواقع، وهو الأمر الذي دفع بهؤلاء إلى التساؤل عن موعد القيام بإصلاحات تحفظ ما الوجه، وتجبر خاطر سكان لطالما تعلقت قلوبهم بقصبة احتضنت أجدادهم.